سورة الرعد - تفسير تفسير ابن الجوزي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الرعد)


        


قوله تعالى: {ويقول الذين كفروا} نزلت في مشركي مكة حين طلبوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل آيات الأنبياء. {قل إِن الله يُضل من يشاء} أي: يردُّه عن الهدى كما ردَّكم بعدما أنزل من الآيات وحرمكم الاستدلال بها، {ويهدي إِليه من أناب} أي: رجع إِلى الحق، وإِنما يرجع إِلى الحق من شاء اللهُ رجوعه، فكأنه قال: ويهدي من يشاء.


قوله تعالى: {الذين آمنوا} هذا بدل من قوله: {أناب}، والمعنى: يهدي الذين آمنوا، {وتطمئن قلوبهم بذِكر الله} في هذا الذِّكر قولان:
أحدهما: أنه القرآن. والثاني: ذِكر الله على الإِطلاق.
وفي معنى هذه الطمأنينة قولان:
أحدهما: أنها الحُب له والأُنس به. والثاني: السكون إِليه من غير شك، بخلاف الذين إِذا ذُكر الله اشمأزت قلوبهم.
قوله تعالى: {ألا بذِكر الله} قال الزجاج: {ألا} حرف تنبيه وابتداء، والمعنى: تطمئن القلوب التي هي قلوب المؤمنين، لأن الكافر غير مطمئن القلب.
قوله تعالى: {طوبى لهم} فيه ثمانية أقوال:
أحدها: أنه اسم شجرة في الجنة. روى أبو سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أن رجلاً قال: يا رسول الله، ما طوبى؟ قال: شجرة في الجنة مسيرة مائة سنة، ثياب أهل الجنة تخرج من أكمامها»، وقال أبو هريرة: طوبى: شجرة في الجنة، يقول الله عز وجل لها: تفتَّقي لعبدي عما شاء، فتتفتق له عن الخيل بسروجها ولُجمها، وعن الإِبل بأزمَّتها: وعمَّا شاء من الكسوة. وقال شهر بن حوشب: طوبى: شجرة في الجنة، كل شجر الجنة منها أغصانها، من وراء سور الجنة، وهذا مذهب عطية، وشمر بن عطية، ومغيث بن سُمَي، وأبي صالح.
والثاني: أنه اسم الجنة بالحبشية، رواه سعيد بن جبير عن ابن عباس. قال المصنف: وقرأت على شيخنا أبي منصور عن سعيد بن مَسْجوح قال: طوبى: اسم الجنة بالهندية، وممن ذهب إِلى أنه اسم الجنة عكرمة، وعن مجاهد كالقولين.
والثالث: أن معنى طوبى لهم: فرح وقُرَّة عين لهم، رواه علي بن أبي طلحة عن ابن عباس.
والرابع: أن معناه: نُعمى لهم، قاله عكرمة في رواية، وفي رواية أخرى عنه: نِعم مالهم.
والخامس: غبطة لهم، قاله سعيد بن جبير، والضحاك.
والسادس: أن معناه: خير لهم، قاله النخعي في رواية، وفي أخرى عنه قال: الخير والكرامة اللَّذان أعطاهم الله. وروى معمر عن قتادة قال: يقول الرجل للرجل: طوبى لك، أي: أصبتَ خيراً، وهي كلمة عربية.
والسابع: حسنى لهم، رواه سعيد عن قتادة عن الحسن.
والثامن: أن المعنى: العيش الطِّيب لهم. و طوبى عند النحويين: فُعلى من الطيب، هذا قول الزجاج. وقال ابن الأنباري: تأويلها: الحال المستطابة، والخَلَّة المستلَذَّة، وأصلها: طُيْبى فصارت الياء واواً لسكونها وانضمام ما قبلها كما صارت في مُوقن والأصل فيه مُيْقن لأنه مأخوذ من اليقين، فغلبت الضمة فيه الياء فجعلتها واواً.
قوله تعالى: {وحسن مآب} المآب: المرجع والمنقلَب.


قوله تعالى: {كذلك أرسلناك} أي: كما أرسنا الأنبياء قبلك.
قوله تعالى: {وهم يكفرون بالرحمن} في سبب نزولها ثلاثة أقوال:
أحدها: أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قال لكفار قريش: اسجدوا للرحمن، قالوا: وما الرحمن؟ فنزلت هذه الآية، وقيل لهم: إِن الرحمن الذي أنكرتم هو ربي، هذا قول الضحاك عن ابن عباس.
والثاني: أنهم لما أرادوا كتاب الصلح يوم الحديبية، كتب عليّ عليه السلام: بسم الله الرحمن الرحيم، فقال سهيل بن عمرو: ما نعرف الرحمن إِلا مسيلمة، فنزلت هذه الآية، قاله قتادة، وابن جريج، ومقاتل.
والثالث: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يوماً في الحِجْر يدعو، وأبو جهل يستمع إِليه وهو يقول: يا رحمن، فولى مُدْبراً إِلى المشركين فقال: إِن محمداً كان ينهانا عن عبادة الآلهة وهو يدعو إِلهين! فنزلت هذه الآية، ذكره علي بن أحمد النيسابوري.
قوله تعالى: {وإِليه متاب} قال أبو عبيدة: هو مصدر تُبت إِليه.

3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10